تسعى المنظمات التي تعمل في عالم الأعمال الذي يتسم بالديناميكية والسرعة باستمرار في وقتنا الحالي نحو حصر طرق تهدف إلى إنشاء فرق قوية ومتينة. وقد ثبت أن أنشطة بناء الفرق من أكثر الاستراتيجيات الفعالة التي شاع استخدامها على نطاق واسع. وتؤدي هذه الأنشطة إلى خلق فرصاً أمام الموظفين تسمح لهم بالمشاركة النشطة، والتعاون، والترابط خارج نطاق العمل. وتتناول هذه المقالة عدد من الفوائد والمزايا التي تنتج عن إدخال أنشطة بناء الفرق في الشركات وكيف أنها تسهم في تحقيق التحسن على عمل الفرق، وبالمثل تحسين معنويات الموظف، وزيادة الإنتاجية.
تشجع أنشطة بناء الفرق التواصل المفتوح والفعال بين أعضاء الفرق. ومن خلال المشاركة في التمارين التفاعلية والتحديات، يتعلم الموظف الإنصات، والتعبير عن الأفكار، والعمل مع باقي الزملاء نحو تحقيق أهداف مشتركة. وفي هذا السياق، يؤدي التواصل بعد تحسينه إلى التعاون الأقوى عن ذي قبل، وتحسين قدرات حل المشاكل، والفهم المشترك الذي يسود أعضاء الفريق.
وتخلق أنشطة بناء الفرق البيئة التي يستطيع من خلالها الموظفين التفاعل مع بعضهم البعض في إطارٍ مريح يبعث على الاستمتاع. وهذه الأنشطة من شانها تشجيع العلاقات، وبناء الثقة، وإزالة العوائق بين أعضاء الفرق. كما تؤدي العلاقات التي مرت بمراحل لتقويتها إلى مستوى أفضل من التعاون، والدعم، وإشاعة شعور بالصداقة الوطيدة بين أعضاء الفريق.
كما تتضمن أنشطة بناء الفرق عادةً سيناريوهات حل المشكلات التي تتطلب الجهود الجماعية واتخاذ القرار. حيث أنه من خلال تلك الأنشطة، يستطيع الموظف تطوير مهارات التفكير النقدي، وتعلم تعزيز نقاط القوة الأخرى، والتعرف على الحلول المبتكرة. كما تترجم قدرات حل المشكلات التي طرأ عليها التحسن إلى عملية اتخاذ قرار أكثر فعالية ونواتج أفضل تعود على الشركة.
كما تبث المشاركة في أنشطة بناء الفرق التشويق والمرح في بيئة العمل، والذي بدوره يرفع من معنويات الموظف. وتعطي تلك الأنشطة فترة استراحة من الروتين اليومي، بما يؤدي إلى تنشيط الموظف، وخلق جو إيجابي. وتؤدي المعنويات المرتفعة إلى زيادة مستوى التحفيز، والمشاركة الحثيثة، والاستعداد لقطع أشواطٍ إضافية من أجل الفريق والشركة. ومن خلال خلق نوعية أفضل من الفهم، والثقة، والتعاون، تعمل تلك الأنشطة على خلق الشعور بالوحدة والغرض المشترك. إن الفريق شديد المتانة يكون بالضرورة أكثر إنتاجية، حيث يتمكن أعضاء الفريق من الاعتماد على نقاط القوة المتوفرة لدى بعضهم البعض، كما يستطيعون التواصل بمنتهى الكفاءة والعمل مع بعضهم البعض بسهولة تامة نحو تحقيق الأهداف التنظيمية.
وتتضمن عادة أنشطة بناء الفريق عناصر من الابتكار، وحل المشاكل، والتفكير خارج الصندوق. وهذه الأنشطة من شأنها تحفيز الحس الابتكاري عند الموظفين بل وتشجعهم على دراسة أفكار وحلول مبتكرة. وتؤدي حرية التعبير والتجربة في إطار بيئة داعمة على تشجيع ثقافة الإبداع والابتكار في الشركة.
توفر أنشطة بناء الفرق منصة يستخدمها أعضاء الفريق في تطوير مهارات أقوى في التعامل مع الآخرين وتعلم استراتيجيات فعالة في حل النزاعات. ويمكن للموظف من خلال المشاركة في الأنشطة التي تستدعي التعاون والتضافر أن يتعرف على وجهات نظر مختلفة، وتعلم تقدير التنوع، وتطوير مهارات أفضل في مجال إدارة النزاعات. وهذا بدوره يؤدي إلى الحد من نشوء النزاعات في مكان العمل والقدرة على التصدي للنزاعات وحلها بطريقة بناءة.
تلعب أنشطة بناء الفرق دوراً حيوياً في خلق بيئة عمل إيجابية ومنتجة. وتسهم هذه الأنشطة من خلال تشجيع التواصل، والتعاون، والثقة، مهارات حل المشكلات في تحسين العمل في إطار فريق، ورفع معنويات الموظف، وتحسين الإنتاجية. ومن ثم فإن الاستثمار في مبادرات بناء الفرق في الشركات لا يقتصر فقط على تعزيز وتقوية الروابط بين الموظفين ولكن ينتج عنه الابتكار، والإبداع، وخلق شعور بالوحدة نحو تحقيق الأهداف التنظيمية. ومن ثم فإن دمج أنشطة بناء الفرق في ثقافة الشركة يعتبر استراتيجية قوية تعود بفوائد على المدى الطويل على الموظف والمنظمة ككل.