Back
في عالمنا الحالي، تحتاج المؤسسات إلى أفراد لا يؤدون وظيفتهم بشكل جيد فحسب بل بإمكانهم أيضا المساهمة بأكبر قدر ممكن. إنهم بحاجة إلى أشخاص يمكنهم تحقيق الكثير بالقليل من الموارد والتعلم والتكيف وإنجاز المهمات بأقل قدر من الإشراف. هؤلاء هم من يطلق عليهم اسم الأشخاص المؤثرين.
يتميز الأشخاص المؤثرون ويتركون تأثيرا بينما يبقى البعض الاخر عالقاً في مكانه على الرغم من مرورهم بنفس الرحلة. عندما يصبح عبء العمل ثقيلا يميل الناس إلى المعاناة وقد ينتهي بهم الأمر إلى الإستسلام بينما يجعل الأشخاص المؤثرون العمل يبدو أسهل للاخرين و يساعدونهم على إتمامه على أكمل وجه.
في كتابها الأخير الأكثر مبيعًا , الأشخاص المؤثرون:: كيفية تولي زمام المبادرة ، والمساهمة بشكل أكبر و مضاعفة تأثيرك في العمل. تتناول الكاتبة والباحثة الشهيرة ليز وايزمان مفهوم الأشخاص المؤثرين في مكان العمل. حيث تحدد سمات وسلوكيات معينة تميز الأشخاص ذوي الأداء العالي عن المساهمين الأذكياء الذين يعملون بجد.
في هذا المقال المدون، سنلقي نظرة على العقلية التي يتمتع بها الأشخاص المؤثرون والتي تساعدهم على النجاح والنمو في بيئة العمل المعاصرة ( أو المتسارعة)
كل شركة يوجد فيها الزملاء الذين لا غنى عنهم والذين تعرف أنه بإمكانك الاعتماد عليهم في الأوضاع العصيبة. هؤلاء الأشخاص هم الذين يتم تكليفهم بمهام بارزة وفرص جديدة. ومع ذلك، فإن الشيء الوحيد الذي يميزهم عن الاخرين هو طريقة التفكير وكيفية رؤيتهم للتحديات.
معظم الأفراد يقومون بعملهم فحسب، وبشكل جيد أيضا! بينما يبحث الأشخاص المؤثرون عن الفرص التي يستطيعون من خلالها المساعدة و القيام بالعمل المطلوب. إنهم يعالجون المشاكل الصعبة، وغالبًا المشاكل المحيطة التي يتغاضى عنها الاخرون. كما أنهم يتجاوزون الأدوار ومؤشرات الأداء الرئيسية المسندة إليهم ويحرصون على اكتمال المهام التي يجب أن تُنجز الان.
للنجاح اليوم في بيئة العمل المليئة بالمجاهيل، والتي غالبا ما تؤدي إلى وجود أدوار غير واضحة. من الضروري أن تتقدم وتأخذ زمام القيادة. لا ينتظر الأشخاص المؤثرون حتى يطلب منهم أي شيء، بل يباشرون بالعمل ويشركون الاخرين، حتى إن لم يكونوا المسؤولين رسميا.
ولكن، من الضروري أيضا التأكد من أنك لا تتجاوز أي حدود عندما تصبح أدوار العمل واضحة. معرفة الوقت المناسب لأخذ زمام القيادة والتراجع والمتابعة هي مهاراة أساسية يتقنها الأشخاص المؤثرون
في حال وجود عائق غير متوقع، يقوم معظم الأفراد بتصعيد المشكلة إلى مدرائهم ويتجاهلونها باعتبارها مسؤولية شخص اخر. أما الأشخاص المؤثرون فيقومون بإيصال المهمة إلى خط النهاية عبر تولي مسؤولية العمل المطلوب وإكماله دون إشراف. إذ لديهم ما تسميه ليز بجينات الإنجاز.
إن المرونة والمقدرة على التكيف قد تكون من أكثر المهارات الشخصية التي يتم التقليل من شأنها في بيئة العمل المعاصرة. حتى لو كنت مبدعا في شيء ما، لكي تكون معاصرا و مُلماً بأحدث المستجدات المتعلقة بالتغيرات المستمرة في السوق، يجب أن تكون متقبلاً للملاحظات وأن تتكيف وتطور نفسك حسب الحاجة. إذا التزمت فقط بما تعرفه جيداً ولم تتجرأ بالدخول إلى افاق جديدة، فلن يستغرف الأمر وقتا طويلا حتى تصبح مهاراتك بلا فائدة. فالكثير من الأفراد الموهوبين ضاعوا بسبب الجمود.
بامتلاك العقلية المتنامية ، نرى أنفسنا قادرين على التعلم والتغير وننظر إلى الملاحظات والانتقادات على أنها فرص للتعلم والنمو بدلا من كونها تهديدات.
إن العمل مع الأشخاص المؤثرون أمر سهل، فإنهم بدلا من الشكوى من العمل ينشرون إحساسا بالحيوية والإيجابية مما يزيد من إنتاجية الفريق الإجمالية. تساعد ثقافة التعاون والشمول في بناء فرق عالية الأداء وتجعل أعباء العمل تبدو أسهل.
إن الجميع يسعى للمساهمة بطرق هادفة ولإحداث التأثير. فإذا شعر الأفراد أن عملهم ليس له قيمة ولا يساهم في نجاح المؤسسة ، سيؤدي ذلك بسرعة إلى الإحباط وثم الإرهاق في نهاية المطاف. حتى المهام اليومية يمكن أن تصبح رتيبة ومملة في هذه الحالة.
على كل حال، إن التأثير الأكبر لا يتعلق بالعمل الجاد أو الأطول. و إنما يتعلق بصنع قيمة فريدة أينما ذهبت. في حين أن هذه العقلية والنهج قد يتواجدان بشكل طبيعي عند بعض الناس إلا أن الأمر قد لا يكون كذلك للاخرين. ولكن لحسن الحظ، باستطاعتك تطوير العقلية المتنامية. لإحداث التأثير، تحتاج إلى امتلاك السلوكيات والعقلية الصحيحة والتي يمكن تحقيقها من خلال القليل من التدريب والممارسة.
عملت Biz Group مع ليز وايزمان لتقديم تدريبات التطوير القيادي في الشرق الأوسط منذ عام 2010. بالشراكة مع The Wiseman Group، نقدم مفهوم الأشخاص المؤثرون من خلال الخطابات وحلقات العمل التفاعلية. تواصل معنا لمعرفة المزيد عن مفهوم الأشخاص المؤثرون والذي يساعد القادة والأفراد على أخذ زمام المبادرة وزيادة نفوذهم وتأثيرهم في العمل.
